Sunday, February 26, 2006

محاولة لتوثيق الماضي

لن استند علي ضريحي واكتب لك هذه المره
سأترك قلمي وحيدا
يتوه بافاق حزني
ونعلي حذائي
وانا اخطو الطريق الطويل الي المقبرة
لن أحمل حقيبتي المدرسية
سأخبر زميلي في الفصل
أن العمر أقصر من ان تكتب
ٍسأضاجع فيك الان الموت
ولن ارتدي الواقي الذكري
سانجب من موتك
نفسي
(كل سنة وانت طيبة)

Saturday, February 18, 2006

بين درج المكتب ... والواقع

تربطني علاقة حميمة بيني وبين درج مكتبي , ذلك الصغير الذي يقبع في أقصى يسار حجرتي بدأت علاقتي به في سن الحادية عشر عندما كتبت أول قصيدة في حياتي وأصابني الهلع أن يراها أحد ولكي أكون أكثر دقة ان يراني أحد شعرت ان هذا الكلام الطفولي سيسبب لي صداما مع الواقع أنا في غني عنه ولا أدري من أوحي لي بفكرة انني أنا والواقع شيئان مختلفان متضادان متشاكسان ربما لأن الواقع وقتها كان يتجسد في صورة أبي ولم أكن انا وابي دائما علي وفاق ... كان كل ما يحيرني هي اين أخبىء هذه القصيدة , هذا الحمل السفاح , هذا الابن غير الشرعي كنت أشعر أن الواقع يصرخ في وجهي " ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا " ......... وجدت الملاذ في درج المكتب الصغير خبأت فيه أحلامي و اعترافاتي .... توالت القصيدة تلو القصيدة , القصة تلو القصة وتداخلت اشياء اخري جميعها يلقي رفضا من الواقع سيجارة فرط , مشط كبريت , ثم علبة سجائر , ولاعة , سي دي سكس ثم أول هدية تهديها لي فتاة , يومياتي التي اسجلها صورة من أحب , بعض بقايانا معا تختلف الاشياء باختلاف العمر ويظل الدرج هو القبلة الوحيدة لكل الخارجين عن الواقع الذين بمرور الوقت أصبحت واحدا منهم
يروي التاريخ ان انسان الحضارات الاولي كان اذا أراد أن يمجد ملكا أو قائدا بعد وفاته لا يدفنه في التراب كالعوام بل يحرقه ويختار له قبرا أكثر هيبة وجلالا من ثري الأرض , يلقيه في البحر وكأن البحر هو مأوي هؤلاء الملوك وملاذهم الأخير لأنهم فقط يقتسمون جزءا من هيبته وصولجانه , لم أكن أدري طوال تلك الأوقات التي كنت أدفن فيها نفسي جزءا جزءا , قصيدة قصيدة أن درج المكتب الصغير القابع في أقصي يسار حجرتي هو قبري الذي اخترته بمحض أرادتي وليس ضعف قوته وقلته حيلته هو خطأ اختياري وانما هو دليل علي أن أجزائي المتناثرة ليست من المجد بمكان لتلقي في البحر أو لتستقبلها نار لن تكون بردا وسلما
أدركت مؤخرا انني تاجرت بنفسي التي اريدها مع الواقع الذي يريدني وخسرت فأخذ يزن من اشلائي ويلقي بها في درج المكتب الصغير الذي أدركت أيضا أنه لن يستوعب سقوطا جديد

Monday, February 06, 2006

حمل بعير

انه السابع من فبراير , لم اجد صعوبة في ان أستلقي علي كرسي الكمبيوتر الذي تكآلت روابطه فاصبح يميل بك كلما جلست عليه وكانك في وضع بين النوم والاستيقاظ بين الموت والحياة , كل شيء يبدو عاديا مع ان هذا اليوم غير عادي
انه السابع من فبراير وأنا اكتب وفعل الكتابة هو الفعل الوحيد الذي يتحرك بين الراحة والمعاناة .. انا اكتب اذا انا اهرب .. انا اكتب اذا انا اعاني .. انا اكتب اذا انا غير موجود
انه السابع من فبراير وانا ادون وعالم التدوين علي حد رأي احد اصدقائي هو عالم المبحطين ... التدوين هو الشارع الخلفي للواقع هو اكبر دليل علي فشلك في ان تكون جزءا سليما - وفق لاراءهم -من المجتمع العليل
انه السابع من فبراير . ما اثقل ان تقاتل يوما تتهرب منه تتجاوزه تعبره دون ان تلوح بيدك مسلما .. وما اصعب ان يتحول التاريخ "ضدك .. يخرج لك لسانه متهكما " انا هنا باق مادامت السموات والارض
انه السابع من فبراير ... هراء ان تحدد من ان يأتي الألم واكبر كذبة قد نعيش فيها ان نجد مبرر للحزن ومع ذلك فان الحزن ليس حزنا غير مبرر يتضاد مع الفرح انه حزن اصيل نولد به جميعا ولكنه يختلف في درجات نموه داخلنا وفقا لتجاربنا
انه السابع من فبراير ... حمل حقائبها لترحل عنه وحملته في حقيبتها ليرحل عن نفسه
انه السابع من فبراير .. ليس تاريخا محددا بل يوم عادي وعادي جدا رميت فيه فقط في غيابات الحزن الذي ارد حوضه كل عام أكتل وازداد حمل بعير