Monday, February 23, 2009

يوم الحسم



لا تبتئس من أدعياء السوءِ
بعض الناسّ تنكر وجه خالقها
و تحبوا للنهايات الحزينةِ
حيث يجلسّ طفلكّ المهزومّ
وسط حجرته و يبكي في خشوعْ
الدمعّ بللَ أحرفي
وأنا أصارعّ وجهكِ المسكونّ بالطاعون و الفشل الذريع
من فوقِ شرفتنا
تناديني المسافةّ
" يا محاطاً بالظلام
أبصر فإن الليل توقده الدموع "
بعض العيون تعيش حاملها و تنكرهّ
فلا تأسي علي ما فات إني أحمل الأحزانَ
للسوق البعيدة
" يا راكعا ً قم وانتصبْ
أوما تملكك التعب ْ "
من يشتري صنماً بحجم العمرِ
حجم الطهرِ
تعبده
و يلقي فيكَ نشوتهّ
و تحمل منه عفتهّ
و تركعه و تسجدهّ
من يشتري
اليوم يوم الحسم ِ يوم الخصم ِ
يوم الانتهاءْ
إني أصارع وجهكِ المسكون بالفشلِ
المعتق بالرحيلْ
فاحمله عنيَ و انصرفْ
ضد التلفْ
ضد النهايةِ
ضد نفسي
من يشتري
صنما بحجم العمر كنتّ أنا الصنم ْ
و أنتِ إحساس التعبدِ و الألم ْ
.....
تناديني المسافة ّ
" يا حطام ْ , اكفر بنفسكَ
والعن الماضي
و كن جسداً
تحرر من زكام القهر
من حمي البقاءْ "
اليوم يوم الانتهاءْ
" يا راكعا مت وانتحبْ
فلقد تعبتّ من التعب
من يشتريني لعبة ً
إني زهقتّ من اللعبْ
من يحتويني قصة ً
تحيا بعمرٍ قد ذهبْ "
......
لا تبتئس من أدعياء الوهم ِ
بعض الأرض ِ
تنكر قرعَ ماشيها
و تكفر بالطريق ْ
كن كالحياة ِ
صريع أمنية توهج َ و انتهي
و افرح فإن الموت لا يعدو
علي جثثِ الضحايا و البغايا و الرقيق ْ
" يا خارجاً من ثوب ِ حلمكِ
لا تخفْ
السعر أرخصّ من غدكْ
و العمر أقصر من يدكْ
ضع ما تريدّ هنا و خذني
و ابتسم ْ
أنتَ الصنم ْ
و أنت إحساس التعبدِ و الألم ْ


فبراير 2009



Thursday, February 12, 2009

سقوط

طريق طويل , الكثير من الغرف و الآيقونات المعلقة , أومأ برأسي ليس قبولا ولا رفض و لكن تعبا استبد بي فلم يكن أمامي سوي القبول و أنا أعرف جيدا أن فصلا أخرا من العطب النفسي سيصيبني , هو الألم نذير البدايات

ينقسم المكان الي طابقين و انا أعبر السلالم الكلاسيكية متوجسا من هول الصدمة الكثير من اللوحات علي جنبات الحوائظ لوحات صادمة لأرواح تصرخ من شدة التعذيب و هي ترمي بشرر كالقصر

التفت فألتقتيكِ , اتنحي بعيدا عن صوت الضوضاء القادمة الينا من صخب الاحتفال أقترب منك منحنيا محاولا سماع ما تقولين , اعتدل في وقفتي أحاول أن اميل راسي بقليل من الحكمة و أنا أقول " النظر للخلف رفاهية من لا يجد أمامه من ينظر اليه " – لا تصدقي ما أقول فأنت أكثر صخبا من دور المحطمة و أنا أقل غباءا من دور الحكيم

تخبو الضوضاء قليلا تتحول الي موسيقي كلاسيكية رتيبة أشعر بالدوار قليلا أستند علي حافة السلم .. أسقط

التفت فألتقيكِ في السقوط تومئين لي أن النهاية لا تبدو قريبة و ان صوت الارتطام الذي اسمعه هو صفير القطار الذي يحمل جثث من سقطوا , أفزع أحاول أن أتمالك اشلائي المتساقطة مني , لا جدوي

التفت فالتقيكِ ايقونة معلقة علي حائط الغرفة تمثال من الشمع يعلوك الزمن أحاول ان أزيل التراب من علي جسدك أتحسسك تقتربين و أقترب , تتحول المهمة البسيطة الي لقاء حميمي أذوب أنا كالشمع بينما أنتِ مازلت تحتفظين بجمود التمثال

لا تبدو الهاوية بعيدة ذلك الحد مجرد الاقتناع بفكرة السقوط المتواصل هي النهاية الحتمية للحركة , فقط توقف عن الهبوط , صرخاتي من الألم تحملني الي مكان أخر و أنا من اومئت برأسي ليست موافقة و لا رفض – تعب
تعبت من صعود الدرج اللامنتهي و السقوط دون ارتطام و افقت و أنا أعلم أن نهرا من الألم الآسن سيمر بي اغتسل به , أتطهر منكِ

بعيدا عن الضوضاء أتحسس طريقي عائدا , التفت فألتقيك ِ , انت العودة و الهروب كل شيء فيكِ قابل أن يكتمل و ألا يكون , أحمل جثتك المتعبة و امارس معاها طقوس الحياة كما يليق براهب متعبد و أتركِ لكلاب الطريق تأكل منكِ ما تريد , وليمة أخري أكثر جمالا

" النظر للخلف رفاهية من لا يجد ما ينظر أمامه " , ألتفت فألتقيك ِ أعرف شكل يديكِ في الظلام و انا أخبأ رأسي علي أعتاب كتفيك ِ أطلب منك طلبا أخيرا قبل أن نبدأ فصلا آخرا من الوهم , أتركِ المصابيح مشتعلة الليلة فأنا و لأول مرة أخاف ان أنام في الظلام