Saturday, April 29, 2006

أحلم منتظرا ... أم .. منتظرا أحلم

أحلامي رباعية الأبعاد يحددها شعور و انسان وماض و حاجة لا تعترف بقوانين المسافة أو السرعة تحلق أينما أرادت وفي أي وقت ، أحلامي تعترف فقط بقانون الطفو فهي تطفو فوق ركام من الاحزان تتمدد اذرعها المرنة فوق شقوق جرح تلو الاخر تملأ بلدنتها ثقوب العفن في وجه إنسان ارقه قلة النوم وكثرة التدخين
أضاجع أحلامي كل ليلة واشم فيها عبير الشبق ورائحة التبغ المعتق تتشابك جزيئاتنا نصبح مثل نهر عذب و مصرف للفضلات يصب كلانا في نفس البحر ، أتذكرها وهي طفلة ونحن نعبر شارعنا الهاديء وفد بدا عليها شكل قطعة كبيرة من الشيكولاته … أحلامي ألان تجاوزت خط العمر بدا عليها شحوب الكبر وتجاعيد الوقت تقضي وقت فراغها في مقهى مزدحم حيث تختفي ملامحها في ضوضاء الطريق وصفحات الجريدة



انا علي يقين بان الطائرة التي استقلها لا تقلع وأن القطار الذي انا في انتظاره لن يغادر رصيف المحطة , لم يكن الرحيل هو الهدف أو الغاية ولكن الهروب من حالة "الانتظار " كان احد أحلامي ... والانتظار هنا ليس انتظار أمل أو هدف ولكنه انتظار المجبر علي الانتظار ، انتظار يشبه المساحة الممتدة بين سريري و انا طفل وبين أنوار الشارع التي تعبر نافذتي – مساحة لامتناهية من الخيال تبدو بلا حدود وبلا نهاية – انه انتظار الذي يأتي ولا يأتي تلك الحالة العدمية التي تشعر بها عندما تدرك أن رصيف المحطة هو بيتك وان تناثر غبار الطريق بين خطواتك هو الدليل الوحيد وجودك ، حالة الانتظار هي الحالة الوحيدة التي تتهاوي فيها كل المفردات وتنسحق فيها أبجدية اللغة ويختفي فيها الزمن فيصبح الاستسلام صبر والحلم واقع والهروب بقاءا ، يصبح المضارع ماضي والماضي مستقبلا والمستقبل حاضرا


أنا احلم منتظرا – منتظرا أن يولد حلم من رحم هذه الفوضى التي تجتاحني أن ينفح فيه الروح أن يعلمني احد الأسماء كلها حتي اسمي الجرح جرحا والأمل أملا والرحيل رحيلا والحلم حلما ، انا أحلم منتظرا – منتظرا ان اتكأ علي الماضي وأحمل المستقبل , منتظرا أن اعرف الفارق بين الإنسان والحاجة بين الشعور والماضي بين مصابيح المسجد وحزني
أم أنني منتظرا أحلم حلما بنكهة الوجع ورائحة الليل حلما فقد قدسيته عندما تعمد بالدمع فتاه بين الاممكن والكان لم تدركه أحلامي فنبذه المستحيل ولم تحققه حياتي فلم يعترف به الواقع
لا أدري ؟!!

Friday, April 21, 2006

نازل فين

“انت نازل فين ؟" بهذه الكلمات ايقظني من نوم عميق ، لم انم منذ يومين نظرت اليه نظرة ملئها الغضب والابتسام ، فلم يكن من الطبيعي أن يهتم احد من الركاب بالجالس جانبه لمحت وانا بين النوم الاستيقاظ شارة " رئيس القطار " علي بدلته الزرقاء اكملت نومي وانا اتابع بشرود الحوار الذي كان يديره وكأنه يستغل منصبه ويتكلم في مملكته كما يشاء
“قولتله انزل عوم يا محمد " ولم يكن محمد يجيد العوم " كان نفسي يغرق وارتاح "
……………………………………………………….
ازيك ؟
الحمد لله
رجعتي من الشغل امته ؟
من شوية بس قولت أدخل اون لاين اشوفك
وانت اخبارك ايه ؟
Still breathing
طب شيء كويس
عرفت منين ان انا عندي نزعات انتحارية J
…………………………………………………………
كان محمد الابن الأكبر له وفقا لروايته وصل لتالته ثانوي "عزم عليه واحد صاحبة بسيجارة بانجوا ، شربها ومن ساعتها اتجن " وتعالت الصيحات المستنكرة والتي ترفع شعارات مثل "شباب اليومين دول " ادي اخرتها " كان الجمع كله يتكون من سيدة في اربيعينيات العمر لها وجه امومي اليف ورجل شرف علي الخمسين له لحية تعطيك شعورا بالحيرة بدلا من الصلاح وشاب اصم ينظر لتعبيرات وجوه الناس باستغراب .. مد يده في جيبة اخرج صورة محمد "شوفوا كان زي الفل " "شوف يا استاذ”يوقظني للمرة الثانية ولكن هذه المرة لم أكن نائما كنت اتابع عن شغف ما حدث لمحمد
………………………………………………………..
عرفت من كلامك
Ok
انا النهاردة مكتئب
ليه؟؟
حسيت ان انا كبرت مش لاقي الشعور اللي كان جوايا زمان
بكرة يرجع لما تلاقي غيرها
لأ قصدك لما الاقي نفسي
…………………………………………………………
بدأ الناس في ابداء ارأهم وليس اسوأ من ان يسلمك العجز وقلة الحيلة لهوي البشر يحركزنك كيفما شاءوا "هاتهولي النهاردة المسجد" تحدث ذو اللحية " دا عنده مس من الجن ، انا خبير بالموضيع دي " بدت عليه علامات الفرح والبهجة لست ادري هل لشعوره بذاته أم لادراكه للتو أن اصطاد فريسة سهلة , فريسة استبد بها الوهن والتعب حتي انها تطلب الخلاص من عالم الاساطير "مسجد الرحمن ، اسأل عن الشيخ اشرف " ... بدت ابتسامة خفيفة علي وجه رئيس القطار وكأن بابا أخيرا من الأمل فتح له “بس عليك بالصبر يا حاج " صوت نسائي امومي يأتي من الخلف "انا صبرت كتير انا جبت سلوك كهربا ووصلتها في الفيشة عشان اموته " يطلق زفرة طويلة " خدته علي البحر وقولتله عوم ودعيت يارب يغرق “اخته اللي اصغر منه اتخرجت من الجامعة واتقدملها خباز " يضحك مستهزءا
………………………………………………………..
ليه هوا انت مش لاقيها ؟
اخر مرة شوفتها كانت في شنطة صغيرة علي كتفها
هيا ايه دي
انا
J
نفسي اموت في النيل
تنتحر يعني
ل مش عارف ممكن بس انا مبعرفش اعوم
يعني حتموت حتنتحر
يمكن دا مفتاح الهروب من الحياة اللي انا مجبر اعيشها
………………………………………………………………….
ما الذي أصاب هذا الرجل يحاول قتله ابنه هل من الممكن ان يسلمك الشعور باليأس إلي ان تفكر في طرق اكثر لاانسانية للخلاص "الصابرين ليهم الجنه يا حاج " ……مش عايزها عايز اروح النار بس ارتاح منه " " محمد بيمشي يلم الزبالة من الشارع " مبيعملش حاجة بياكل وبس “
…………………………………………………………………
هروب ازاي ؟
من اللي متفضل مني والي انا لسة بلمه من الشارع
شارع ؟؟؟
انا بحب الشارع بينه وبيني علاقة حب
طب يا رب تتجوزوا (تبتسم )
…………………………………………………………………
لا اريد الجنة اعلنها صراحة , هذا الرجل يكفر بالسعادة الابدية من أجل لحظة من راحة البال في الدنيا ، كم انت عظيم ايها الحزن ,ممكن اعدي ؟ “نظر إلي مستغربا "انت نازل " جاوبته "ممكن" ضحك وكأنه وجدها نكته ولكني بالفعل كنت اشك من منا سينزل انا ام هو ؟من من أنا ومن منا هوا ؟
…………………………………………………………………
يالا سلام بقي
هتنامي
اه تصبح علي خير
تصبحي علي خير