Friday, January 16, 2009

عصف ذهني

أود وربما للمرة الأولي أن أكتب و لاتتخطي كلماتي أبعد من الشاشة المربعة المضيئة أمامي في هذا الظلام , تمر علي هذه المدونة ما يزيد علي الأربع سنوات رقصت فيها كمهرج سيرك علي الأسطر التي كتبتها بحجة الثقافة تارة و بحجة البلاغة تارة أخري , كنت الأكثر امعانا في المجاز والدلالات المتوارية كنت أرتدي أكثر من قناع ,كنت أجهز علبة الميكاج وأدوات التخفي كل مرة أقرر فيها أن أنشر فيها علي هذه الصفحة السوداء , فقط في القليل كنت أتحدث عن نفسي و عن هويتي دائما ما كنت أنا ضمير الغائب و المتحدث من وراء الستار
أود الآن أنا أكتب بعيدا عن الايقاع بعيدا عن الوزن بعيدا عن الصورة بعيدا عن القافية أود أن القي بكل هذه القيود في أقرب سلة مهملات و أتراقص متجردا من ملابس فوق هذه المساحة الخالية
لا يهمني أن يقرأ أحد اولا يقرأ فقط دعني أمارس طقسي الروحي في سكون و دعة , انا أقرب ما يكون الي طفل التهمته لحظات الشجاعة فصرخ في وجه معلمه المجحف و لتعاقبني الحياة بما تريد , لن أجلد ذاتي بعد الآن و لن أحافظ علي هويتي الافتراضية المقيتة , ليذهب الجميع الي الجحيم و أنا معهم ربما الجحيم أكثر صراحة ووداعة من تلك الغرفة المظلمة .
و أعتذر في البداية الي كل مار من هنا اذا تقيأت عصفي الذهني أمام الجميع , أعتذر عن افسادي و جباتكم الشهية من الملل اليومي و حمل المباخر و الأكاذيب المنمقة
نعم ربما تكون هذه لعبة الحياة ربما دور صغير في مسرحية تافهة تمعن في الشخصية وتمارسها تتجاوز حدود المسرحية تصبح انت هي و هي انت و ينتهي الأمر بموت غير دراماتيكي بالمرة و غير مؤثر في مسارات الأحداث
دعني أخرج من هذه البوابة دعني اخرج عن النص قليلا دعني أكون نفسي و ليس ما تريده أنت و من أنت حتي تريد أو لا تريد فليس سوي أنا تصمت أنت المسخ وأنا فراس هذا الزمان الوحيد
لا أعتقد أنه أصبح بالإمكان و لم يكن يوما بأمكاني أو بإمكان غيري أن يحدد شيئا نحن مجرد دمي تتحرك , دمية دم دماء دم ديمومة دمدم دام دائما ما تشغلني لعبة المفردات علي الرغم من اقتناعي التام بتفاهتها
ربما لست أدري نعم أنا اصطنع ذلك لست انا ذلك الذي تشاهدونه كل يوم كل مرة أحاول أنا أتقرب فيها للحديث مع أي منكم يكون لهدف واحد أن اخبره شيئا واحدا عني و لا يعرفه أحد " نعم أنا خائف "
يتملكني هاجس النهاية و أعتقد أن السماء قد تنشق في أي وقت و أنا سأجد نفسي مضطرا أن أخوض المعركة الأخيرة لذلك عندما أصمت قليلا و أنت تتحدث معي تأكد أنني أبحث عن طريق للهروب و أسأل نفسي عندما تحين بداية النهاية الوشيكة تحت أي منضدة سأختبأ و أي طريق سأسلك
كل الطرق تؤدي الي نفس المصير لا شيء يدعو للحزن وربما للفرح أود ان أتجاوز و بشدة أشياء كثيرة و أولها أنا أود أنا أكون واحد منكم أنفعل معكم ولا أستطيع ,لا تستهويني مواقف الصخب ولا التفكير أحب المديح يشعرني أن أنني قد أكون شيئا يعترف به الآخرون دقائق و أكره كلمات الاطراء احسها نوعا من المجاملات العادية و الحبطة
القهوة هي مشروب البقاء و ماء الحياة و التدخين يسبب الوفاة وربما لذلك يدخن الكثيرون و أنا منهم
نعم أكرهكم جميعا و ليس فعل الكراهية العادية أكرهكم بكل ما أوتيت من قبح و أحبكم بكل ما أوتيت من موارة و مواربة و أتوجس منكم خيفة و أصدقكم و أكذب كلماتكم أنا مرآتي و الكل ظلال تترآي خلفي و أنا لا اظهر في المرأة أنا أنعكاس لكم .
لا أجيد اتخاذ القرارت و لا أعرف ما هو الصواب والخطأ الكل علي صواب و أنا علي خطأ لأني لم أتخذ قرار لأحد
أنا أحمد لست كائنا افتراضيا أنا انسان يعيش و يتنفس و يفكر ويحلم و يبكي ويفرح و يكتئب و ينبسط كل ما في الأمر أنني الآن أود أن أنام

4 comments:

Anonymous said...

لازلت الاستاذ

-- Black Ice :) ..

Anonymous said...

بسم الله
واش عرفنى ان حضرتك مش لابس قناع دلوقتى ما يمكن لابسه

لو فيه موشن بيصقف كنت حطيته

انت عبقرى ولو انك مش بتحب المدح

استمتع دائما بالقراءة علي مدونتكم

pure blue

Anonymous said...

nice begd nice

Anonymous said...

دائما وابدا اشعر بالمتعة وانا اتصفح كلماتك الرائعة وأسلوبك السهل الممتنع
فلتحيا صرخاتك المتمردة وتحيا عواصفك الذهنية... تسمحلى ان ارفع لك القبعة وانحنى على استحياء لعبقريتك

moonlight