Thursday, July 27, 2006

و اتلو مزمور الموت..

نفس الشعور الذي يجتاحني في لحظات الصخب والضوضاء احس انا اتضاءل اتقلص شيئا قشيئا يصبح جسدي مادة غير مصنفة تسمح بمرور الضوء فيختفي الجميع واظل ان تلك اللحظات التي لا تتعانق ولا تنسجم معي ترسم مني شخصا اخر
انت وانا نعرف ان محاولات تجميد الزمن فاشلة وان رحلة العودة الي الوراء لها نهاية وانا قوى السنين اكثر بطشا وعنفا من كبرياء الصبا و نزق الطفولة . انت تعلم ان التغيير هو واقع الكون وان معادلات الثبات هي الاكثر فشلا , ولكن الاحساس بذلك الواقع يتحول الي فعل هو اكثر ما يشعرني بالاحباط
كان جديرا بالوقت ان يتوقف للحظات وجديرا بالنهايات ان تكزن اكثر كابة اكثر حزنا فتوحد المشاعر يشعرني بالتوافق و شعوري بالفرح وحدة او الحزن وحده اكثر هدوءا وسكينة لكن المشاعر المختلطة والانفعالات المتشابكة تتقاسمني و تمزقني
كل ما ظل بذاكرتي بعدما خمدت الضوضاء انه لم يعد هناك الصخب الذي يخيم جلستنا علي القهوة لم يعد اتنين قهوة ع الريحة ومظبوط و سجاير لايت وحديث لا متناهي عن اشياء تافهة اصبح هناك صخبا من نوع اخر ولكنه صخب اكثر اتزانا وانا وانت نعرف اننا كنا و لازلنا اكثر بعدا عن الاتزان.

...........................................................................................................


ادارت عنه وجهها بعد ان اخذت سيجارة من علبته وا شعلتها و اخذت في في ملاحقة خصلة شعرها التي هربت , نهضت من السرير , يشاهدها وهي تغني " البحر بيضحك ليه " , اخذ نفسا عميقا من السيجارة وهو يحدق باردافها المتأرجحة و تنهد قائلا " لكي لا يبكي "

.........................................................................................

كانت ترتبط بذاكرتها عدة اشياء من الصغر ( جرس الهاتف الطويل – صراخ اخوتها الصغار بابا بابا – اسراع امها نحو الهاتف الابتسامة التي تعلو وجهها عندما تسمع صوته – سماعة الهاتف التي تتنقل من يد امها الي اختها الاكبر ثم اليها فلاصغر والاصغر كل ذلك نزولا عن رغبات الاب

..... هذا هو الاتصال الثالث ولم تأخذ دورها في لعبة السماعة و الاب كانت ترمق اخوتها بنظرات جائعة . و تعددت التبريرات من امها( معلش نسي – اصلك مبتسمعيش الكلام – عشان مرحتيش المدرسة – هوا قالي وانا نسيت )
ترتبط بذاكرتها عدة اشياء من الصغر ( جرس الهاتف الطويل – صراخ اخوتها الصغار – محاولة انتحار فاشلة )

.....................................................................................


الشيخ عجوز
و المحراب قديم
قدم الجرح
يتولي قبلة عينيك ويرضاها
ويتلو مزمور الموت

.............................................................................

هي : لماذا
هو : لان انتظار الطوفان اسهل من صنع السفينة

..............................................................................


" خراب يا دنيا عمار يا دماغي "