Thursday, September 15, 2005

رحلة

لم يكن الوقت متأخرا حين قررت وبنفسي وانا قلما اتخذ قرارا مفردا ان أترك الفرح واعود الي البيت ، فالتخلي عن جو الموسيقي والمرح ليس بالشىء السهل لكنني وبدون مقدمات وجدتني ادندن قائلا some dance to remember some dance to forget واكتشفت مؤخرا انني dance to forget وانني فعلا forget كل شيء فقررت ان انسحب وان احافظ علي اللاشىء الذي املأ به فراغ مخيلتي الذي طالما امتلأ بتباريح الماضي والالام الذكريات خرجت دون ان اسلم علي احد يبدو الشارع هادئا في هذا الوقت انها الواحدة بعد منتصف الليل اشرت الي اول تاكسي مر بي فلم يعيرني انتباها تخيلت انني شبح انني تجاوزت مرحلة الحياة وانني اشاهد الدنيا من وراء زجاج برزخي الي ان توقف تاكسي اخر فشعرت بنشوة الأنتصار تتملكني وبأن الحياة أفضل بكثير من الموت ، تنحنت قليلا قبل ان اطلق صرخة النصر " موقف طنطا " ركبت علي المقعد الخلفي ولنا اكره الركوب خلف السائق ليس من نزعة تقدمية بنفسي ولكنني اشعر اني دائما اقوم بدور الجمهور تشاهد عن كثب ولكنك لا تتدخل في الأحداث ، " جنيه ونص يا بيه" ما اجمل ان يظن الآخرون انك بيه وكأن لقب بيه يطلق علي كل مهمش في هذه الحياة وانا فعلا همشت نفسي وادخلت حياتي بحالة من النسيان جميل ان يراني الناس شخصا عاديا لقد نجحت في اول عراك لي مع الزمن لقد انتصرت علي القدر حينما نسيته ، ترجلت من السيارة امشي مختالا وكأني فارس يتفقد ارض المعركة المنتصرة ، كانت اخر سيارة اجرة في الموقف "بيجو" ركبتها دون ان اسأل عن وجهتها وكأني اريد القيام برحلة خارقة علي ظهر هذا البراق رحلة من عالم الحلم الآسن الي عالم الواقع التافه الجميل فالواقع هو الشيء الوحيد الذي كلما ازداد تفاهة ازداد جمالا ، تحركت عجلات السيارة سآلت احد الركاب جواري " طنطا ؟" كان رجلا طاعن في السن اقتات التبغ اسنانه فبدا بذقنه غير المحلوقة وبظلام الليل كجرح غائر في جبين امرآة مسنة تردي ثوب الحداد واجاب " ايوة طنطا " ، الطريق مساحة لا منتهية من السواد يقتلها الضوء الصادر من كشافات السيارة ، حدقت قليلا في الظلمة واكتشفت ان الرحلة قد بدأت ....

2 comments:

Anonymous said...

tamam

Anonymous said...

مساء الخير يا عم احمد...الموقع جامد قوى بس الموقع عايز شويت صور شراميط علشان انت عارف ان الشباب تعبان